حتمية التقارب العربى الكردي.. الإنسانية أولا
- حتمية التقارب العربى الكردي.. الإنسانية أولا - أكتوبر 29, 2020
- حتمية التقارب الكردي العربي - أكتوبر 13, 2020
قبل مدة قصيرة كتبت مقالا بعنوان (حتمية التقارب الكردي العربي)، وبعد نشره على موقع معهد أوتاوا للدراسات الشرق الأدنى، وتناقلته بعدها مواقع عربية وكردية وردت لي إضافات وتعليقات وتعقيبات كثيرة من قِبل أحبائي القراء وطلبوا مني الكتابة عن حتمية الانصهار المجتمعي بين القوميتين العربية والكردية وها هو موضوع المقال الثانى فى هذه القضية لكن بعنوان (الإنسانية أولا)
كل الثورات الكردية كانت رد فعل تجاه مايلاقونه من ظلم وقهر على يد الأنظمة والحكومات الفاشية والتركية
حسب إطلاعي المتواضع ومعرفتي القليلة بتاريخ الثورات الكردية منذ زمن الشيخ محمود الحفيد إلى القاضي محمد في مهاباد إلى المرحوم ملا مصطفى وصولا إلى الثورة الجديدة، التي هي امتداد للثورة السابقة فيما بعد انتكاسة عام 1975 أو الثورة الكردية في شمال كردستان (تركيا أقصد) بقيادة حزب العمال الكردستاني (بكك)، أعتقد أن كل الثورات كانت نتيجة حتمية للرد الفعل الكردي أمام القمع والاحتلال والاضطهاد من قبل الحكومات والأنظمة المستبدة والشوفينية، سواء في إيران أو العراق أو تركيا وهذا الرد الفعل الطبيعي للشعب الكردي على ما اقترفته الأنظمة الشمولية العنصرية الظالمة من جرائم ودمار وقتل وتشريد تجاه هذا الشعب المسالم.. إلى هنا لا أعتقد أن أحدا يعارضني لو كان مطلعا على التاريخ …
لكن هذه الثورات وما قابلها من ردود الأفعال المشروعة والحتمية لا تبرر إضاعة فرص ضائعة من قبل القيادات السياسية سواء الكردية أو الأنظمة المستبدة حيث هناك مفاصل تاريخية ومراحل مفصلية منذ بداية الاضطهاد وبروز الثورات كان من الممكن جدا أن يصل الطرفان فيها إلى اتفاق أو سلام شامل أو على الأقل هدنة تقي الشعب الأعزل من القتل والتشريد وتحقن الدماء المسالة هدرا لكن مع الأسف لم تستغل هذه الفرص الضائعة كما تجب سواء تحت ضغوط خارجية على الطرفين أو أحدهما أو ضغوط شعبوية عنصرية أو الإحساس بالغلبة والانتصارعند طرف المعتدي أو سماع كلام الغير من قبل الثوار أو ماشابه ذلك وبالنتيجة الخاسر هو الشعبين العربي والكردي حيث صار أبنائهم وقودا لنار تأكل الأخضر واليابس معا ومكاسبها تصب لصالح تجار الحرب أو الشوفينيين والعنصريين أو المتشددين من أي طرف كان.
وللتاريخ لست أنا أول من كتبت أو تكلمت عن موضوع حتمية التقارب الكردي العربي، إذ سبقني في ستينات القرن الماضي السياسي والأستاذ الكبير المرحوم إبراهيم أحمد بكتابة مقالات وتوجهات بصدد حتمية هذا التقارب، لكن مع الأسف لم يسمع كلامه وقتها.
والآن أنا عنونت مقالي هذا بـ(الإنسانية أولا)، وسأكتب عنها وأُصُرعليها وأطالب بها، إذ نحن الآن في قرن التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي وأن ما اكتبه الآن قد يصل لأي شخص في أقصى شرق المعمورة إلى أقصى غربها ويستطيع أن يفهمني ويتواصل معي ويكلمني ويتفاعل معي فورا دون حسيب أو رقيب ولا فرق في التواصل الاجتماعي بين عربي وكردي أو هندي وأمريكي وسويدي أو سينغافوري، كلنا في الكلام والتواصل والتفاعل وعداء الإرهاب لنا أو إصابتنا بوباء كورونا كلنا سواء، دون تميز أو تفرقة أو تفاضل بعضنا على بعض حيث ما أصاب دونالد ترامب من كورونا يمكن أن يصيب أبسط إنسان في أفقر دولة دون رادع أو تميز، وأن الإرهاب والكوارث والأمراض المتفشية في العالم لا تفرق بيننا صغيرا أو كبيرا أبيضا أو أسودا غنيا أو فقيرا كرديا أو عربيا كلنا سواء في السراء والضراء.
إذن لماذا نفرق بين أنفسنا أو نفاضل بعضنا على بعض لذا ومن هذا المنطلق أنا أطالب إخواني العرب وقياداتهم وأشقائي الكرد وقيادتنا بالانصهار والتمازج في بوتقة الإنسانية فقط ، تعالوا نعيش مع بعضنا بسلام وأمان ونشارك بعضنا البعض خيرات بلدنا من أقصى جنوبها إلى شمالها لا ندع الطائفية والاثنية والمناطقية أن تفرقنا أو تجعلنا نقتل بعضنا البعض وأطالب الطرفين بحقن دماء أفراد شعبينا لكي يتنفسا الصعداء ولو لبرهة مقدارها مائة سنة المقبلة وهو يستحق.
خيرات العراق تكفي العرب والأكراد إذا ابتعد الطامعون وتركوا العراقيين يعيشون سواسية وبأمان وحرية
ومن هنا يجدر الإشارة بأن السياسة والأحزاب أو من يهون السلطة أو من يقتاتون على أنقاض المذهبية أو الدينية المتطرفة يحاولون توسعة الهوة بين كل البشر لكن الشريحة الواعية من القوميتين تستطيع أن تفضحهم وتكشف سرهم للشعب وخصوصا في زمن الإتنرنت والتواصل الاجتماعي ومن خلال الكتابة والتوعية الإنسانية فقط.
لذا أناشد القادة والسياسيين من الطرفين أن يتركوا الأحقاد والضغائن وأن يتخلوا عن نوايا الانتقام وأخذ الثأر وأن يجنحوا للسلم الاجتماعي حيث ولدتنا كلنا أمهاتنا أحرارا وإنسانا وكنا وقت الولادة إنسانا فقط نحن البشر صنعنا لأنفسنا القومية والأثنية أو المذهبية أو الطبقية وحين نموت نموت إنسانا أيضا ومصيرنا تحت الأرض سواء كنا بيضا أو سودا، عربا أو كردا أو من أجناس أخرى، أنا اعتقد أن خيرات العراق تكفي الجميع لو اختفى عنا الطامعون والفاسدون، ما الضير في أن يستمتع الكردي بخيرات البصرة والعربي بخيرات وجمال زاخو طالما نعيش سواسية وبأمان وحرية؟؟؟