الايزيديين بين رحي الموت أو الهرطقة الدينية
- مملكة الصين الصاعدة فى الشرق الأوسط تحاصر مصالح أمريكا ودول الخليج - أغسطس 5, 2020
- الايزيديين بين رحي الموت أو الهرطقة الدينية - أغسطس 2, 2020
بعد مرور ستة سنوات من الإبادة الجماعية بحق الإيزيديين في العراق على يد تنظيم “داعش” الإرهابى، ترى دراسة أن النتائج المترتبة عن الإبادة “خطيرة” على الإيزيديين في ألمانيا، وسط اختلاف على تقييم وضعهم الأمني في العراق.
نحو 80% من النساء الإيزيديات في ألمانيا قلن إنهنّ تعرضن للاغتصاب على أيدي عناصر تنظيم “داعش”، ونصفهنّ أصبحن حبالى نتيجة الاغتصاب. هذه الأرقام نشرتها دراسة جديدة صادرة عن جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة في ألمانيا، والتي تتخذ من مدينة غوتينغن مقراً لها.
فمن بين 296 سيدة إيزيدية شملهنّ الاستطلاع، قالت نصف المشاركات إنهن تعرضن للاغتصاب 20 مرة على الأقل، بينما أكدت جميع النساء المشاركات إنهنّ كنّ يخشين على حياتهنّ أثناء فترة الأسر.
وبحسب الدراسة فإن نحو 280 ألف شخص من الإيزيديين ما يزالون يعيشون في مخيمات اللاجئين في العراق وسوريا، حيث تم التخلي عنهم وتركهم وحيدين مع تجاربهم المؤلمة، على حد تعبير الدراسة.
“الهجرة هي الخيار الأخير”
ويقول الكثير من الإيزيديين النازحين في العراق، والبالغ عددهم حوالي 300 ألف شخص، إنهم يفكرون في الهجرة، كما تذكر الدراسة، والتي تضيف أن غالبية أولئك الإيزيديين يرون أنه من المستحيل العيش بسلام مع المسلمين في العراق والعودة إلى مناطقهم المدمّرة.
لكن الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور النفسي جان إلهان كزلهان، أكد على أن الهجرة بالنسبة للكثير من الإيزيديين “ستكون الخيار الأخير فقط”، أي عندما يكونون غير قادرين على البقاء في العراق.
ودعا مؤلفو الدراسة إلى إجراءات أقل بيرقراطية من أجل لم شمل عوائل الإيزيديين، وخاصة في ألمانيا. وذهبت الدراسة إلى أن التحاق الأزواج الذين مازالوا في العراق بزوجاتهن الإيزيديات في ألمانيا سيكون له تأثير إيجابي على النساء المصابات باضطرابات نفسية.
ويحتاج الإيزيديون، بحسب الدراسة، إلى مساعدات من أجل إعادة إعمار مناطقهم المدمرة، بالإضافة إلى وساطة دولية في النزاع بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق على منطقة سنجار شمال العراق، وهي أحد المراكز السكانية الرئيسية للإيزيديين.
اختلاف على تقييم الوضع الأمني
وظهر حديثاً اختلاف في ألمانيا على تقييم الوضع الأمني في مناطق وجود الإيزيديين في العراق.
فقد قالت وزارة الخارجية الألمانية العام الماضى إن الوضع الأمني في منطقة سنجار “محفوف بالمخاطر”، مضيفة أنه وعلى الرغم من أن المنطقة تحت سيطرة بغداد رسمياً، إلا أن قدرة الحكومة على توفير الأمان فيها “محدودة”.
وأشار متحدث باسم الوزارة إلى أنه لايزال هناك نحو 300 ألف إيزيدي نازح في العراق. أما في منطقة سنجار فلم يبقَ سوى 40 ألف إيزيدي، في حين كان عدد الإيزيديين المقيمين في سنجار قبل الإبادة الجماعية نحو 600 ألف شخص.
وعلى عكس تقييم وزارة الخارجية، كانت محكمة ألمانية قد رفضت يوم الثلاثاء طلب لجوء رجل إيزيدي مع شقيقته. وبرر القاضي حكمه بأن تعرض الإيزيديين للملاحقة لم يعد محتملاً منذ طرد تنظيم “داعش” من هناك.
ويحيي الإيزيديون فى الثالث من آب/ أغسطس الذكرى السنوية الخامسة لبدء الإبادة الجماعية بحقهم على يد تنظيم “داعش”.
خصصت بعض الولايات الألمانية عدة برامج لاستقبال الإيزيديين. قد يكون أحدثها هو البرنامج الذي قدمته ولاية براندنبورغ، شرقي ألمانيا، والذي وافقت عليه وزارة الداخلية الاتحادية في شباط/فبراير 2019.
المعاناة والشتات
الإيزيدية هي ديانة توحيدية، وغالبية معتنقيها أكراد. ورغم أنهم مشتتون بين عدة دول حول العالم، إلا أن أماكن تركزهم الرئيسية تقع في شمال العراق. واضطر مئات الآلاف منهم إلى الفرار من تنظيم “داعش” الذي ارتكب جرائم إبادة جماعية بحقهم. وتقدر الأمم المتحدة أن تنظيم “داعش” قتل حوالي 5 آلاف رجل إيزيدي، وخطفوا واستعبدوا 7 آلاف امرأة.
وعلى مر القرون تعرض الإيزيديون للاضطهاد، ليس لأسباب دينية فقط، بل كمجموعة عرقية لارتباط الإيزيدية بالأكراد.
ويعتبر إسلاميون متطرفون أن الإيزيديين “كفار”، ولهذا السبب لايزال بعض الإيزيديين حتى اليوم يخفون هويتهم في مناطقهم الأصلية خوفاً من التعرض لسوء المعاملة.
وخارج العراق، توجد أكبر جالية إيزيدية في ألمانيا، حيث يقدر عدد أعضائها بنحو 150 ألف شخص.